معلومات المشروع:

حول المشروع:

مكث تراثنا العربي مفعم بأهمية الخيل وأقرنت بالفروسية التي عنت ممارسة القيم، وكان لها موقع في أقول العرب : علموا أولادكم الرماية والفروسية والسباحة. وهذا ما جعل (الخيل العربي) مضرب الأمثال بهيبته وأنفته وذكاءه وجماله وخفته ومواهبه الحركية. لذا نشأت في المملكة أجيال من الهاوين والشغوفين بالفروسية ، حتى تداعت أن تكون  مشروع تعليمي وتدريبي للناشئة يقرب الأجيال الصاعدة من ميراثهم الدهري، حتى لو تبدلت وسائل النقل ومسالك الحياة، لكنها تحولت إلى رياضة عالمية لأصحاب الحس العالي والذوق الرفيع، بل وحتى لممارسة الرهان . 

ومفردة أسطبل وجمعها أسطبلات ربما تكون مستجدة على العربية لتشابهها مع الإنكليزية، وقد وردت في التراث بصيغ جاخور أو ياخور أو حتى طوالة الخيل، وعنت بالقواميس حضيرة الخيل أو مأوى الدواب وموقفها.  وربما توحي تسميتها بهيئتها المعمارية كمبنى طويل يقسم إلى أجزاء أو خلايا أنفرادية للخيل ببوابات مع ممر خارجي لتموينها بالعلف والماء. وحري أن نشير إلى أن مدربها أو مروضها والمعتني بتدريبها يدعى (سايس) ومنها أستلت مفردة سياسة التي تعني الكياسة في التعامل. الحقيقة أنها  مفردة قديمة ، حيث ورد أسم الحصان باللغة العربية(الأكدية) الأقدم بصيغة (ساسو). 

ولثقافة رياضة الفروسية في المملكة العربية السعودية تاريخ وباع، فقد كان لأفراد العائلة المالكة أضطلاع وشغف ومتابعة  لهذه الرياضة، والتي تزايد الاهتمام بها وتوسع إطارها مع مرور الوقت. حيث تتطلب رياضة الفروسية مساحات تعمل على الفراغ الممتد والذي يسمح بحرية الرؤيا وإمكانية المناورة وتساعد الفرسان على التركيز والتأمل خلال جلسات التدريب الخاصة بهم. وتعد رياضة الفروسية - في الوقت الحاضر - توجه معرفي ونشاط جسمي ليس فقط للشباب ولكن أيضًا لمحبي الرياضة عموماً. حيث يعد المشروع معلمًا ضخما ومستقطبا ويشكل بؤرة حضرية متعددة التوظيف بحسب الحاجة، ضمن ما يشتمله على ساحات لرياضة الفروسية الرائدة في المملكة. 

وفي سياق ذلك التوجه تسنى لنا تحقيق  "مشروع الوادي للإسطبلات"، الذي يعد  أحد مشاريعنا الأكثر تحديا لريادته، حيث تم تصميمه عام 2021 لشركةأسطبل الوادي للرياضة في الرياض في موقع وادي حنيفه. ومساحته الإجمالية تزيد على 40.000 متر مربع، وقد تعاضدت الجهود مع رغبات العميل على خوض تجربة إبداعية ، أنعكست على الحرية في إختيار مساحات التصميم التي لن تنأى عن سمات العمارة المحلية وعناصرها المميزه.. 

و الهدف الأساسي للمشروع والمساهمة في النهوض برياضة الفروسية في المملكة. حيث يتكون المشروع من مدرسة متقدمة للفروسية ويشتمل على مباني متعددة الاستخدامات ومناطق مخصصة لعلية القوم وعامة الزوار. ويحتوي الموقع على سبع حلبات سباق داخلية وخارجية بارزة ، مع أكثر من 53 غرفة / قاعات مأوى للخيول. 

الإلهام / فكرة التصميم:

تم استلهام هذا المشروع من خلال قراءة ومتابعة الجدول الزمني التاريخي للرياضة في المملكة العربية السعودية ، بالتوازي مع تطور الوعي التراثي. حيث أن تصميم معلم حضري مهم يجب أن يعكس سمات المجتمع وذوقه وتطلعاته ، وسمات  تشكل الهوية المعمارية للمكان وإستدامتها.. 

رصدنا بالملاحظة شغف السعوديين بهذه الرياضة . و أنصب جهدنا على محاولة فهم الخصائص العديدة لمجتمع مضطرد وتواق للتطور دون إهمال ماضيه الثقافي، ومحاولة إنشاء تصميمات تعبر عن العديد من المفاهيم المرتبطة بذلك، حيث أعتمدت فكرة التصميم إلى محوريه صريحه يتم توزيع الوظائف والكتل البنائية على جنباتها بحالة من التساوي للمساحات بطريقة متناظرة بحيث تظل جميع المكونات المختلفة للموقع سهلة الوصول إليها.و تم اتباع مبادئ التكامل والتراتب الوظيفي والتوازن الكتلي لبدء عمل مشترك وتناغم بصري بين مختلف المناطق على الموقع. 

منهجية التصميم:

لفهم طبيعة تطوير إسطبلات الوادي ، كان من المهم في البداية تحليل متطلبات العميل بعناية وتصميم مساحات حديثة وتفاعلية تلتزم بأساسيات البساطة والحداثة. ساعدت عملية التفكير النقدي والخيال المفتوح في إنشاء العديد من الكتل الوظيفية على الموقع، بناءً على التخطيط المبني على التجربة والخبرة. ساعد المشروع على تعزيز فكرة البساطة والتوازن والانسجام في التصميم.

ركزت منهجية التصميم على إنشاء تصميم تفاعلي يلبي مختلف جوانب المناخ الجزئي ، مع المناظر الطبيعية الدقيقة والطابع الثقافي وانعكاس الحداثة التي تسود المشهد الاجتماعي للمجتمع السعودي في الوقت الحاضر.

 

Back to Top
واتس آب